Thursday, September 10, 2009

ارستقراطيه هليوبوليس

ارستقراطيه هليوبوليس
"جو" ابن الناس الكويسين (جو دلع يوسف) هذا كان اسمه منذ كنا في الكليه سويا وحتي بعد تخرجنا كانت له طريقه في الكلام تذكرني بفلم الملكيه"رد قلبي" طريقه في الكلام لا يسعك الا ان تقول له"جو ابن الناس الكويسين" طريقه في الكلام تماثل بل تضغي علي طريقه "حالد ابو النجا" في فلم"سهر الليالي" وخاصه عندما ينادي علي احد الاشخاص تجد رنين غريب في اذنك تدل فعلا علي ارستقراطيته وخاصه في اسم "عبد العال و قرني" ورنه نداء "ياعبد العال يا قرني" تشعر انه ينادي علي خادم له بالقصر.
لنا فتره كبيره جدا مع بعضنا البعض حتي بعد انتهاء الكليه عملنا سويا بل إننا ذهبنا لأسوان سويا وبحكم هذه العشره الطويله حاولت ان اقتبس منه بعد الكلمات التي قد تجعلني في نظر الناس "نبيل ابن الناس الكويسين" واصبح بالتبعيه ارستقراطيا ولكن فشلت فشل ذريع حتي في نطق اهيف الكلمات التي كان يقولها "سندوتشات" كانت لها طريقه في النطق تقترب من الفرنسيه بدرجه تجعلني اركز في المراد من هذه الكلمه.
في احد الايام هاتفني"جو" ليسألني إن كنت مشترك في احد النوادي الخاصه فكانت الاجابه الفوريه بالنفي فأنا لست هذا الرجل
فندهش كيف ليس عندي وسألني كيف اقضي الاجازه اذا و كيف اذاكر وكانت هذه المره الاولي التي اعرف فيها ان النادي ليس للالعاب الرياضيه بل للإستذكار ايضا
فقال لي فلنذهب للنادي الخاص بنا مع اني قد مللت منه فسألته عن اسمه فأجاب "نادي هليوبوليس"
حاولت ان اتذكر مكانه انه امام القصر الرئاسي ومن اقدم النوادي بمصر فأبديت موافقتي الفوريه دون تردد
ارتديت ملابس في نظري لن تلفت نظر أعضاء النادي اني لست عضوا فيه واستقليت السياره وتوجهت ل"جو" انطلقنا متوجهين وابرز كارنيه العضويه ودفع مبلغ من المال لدخولي كعضو زائر وكان الفضول يقتلني حتي اري مابداخل النادي الذي يمثل اخر منابع الارستقراطيه في مصر
دخلنا سويا ولكن لحظت ان الناس ترمقني بنظراتها لا اعلم لماذا هل يوجد خطب بملابسي؟ لا اعتقد هل من الممكن بشرتي السمراء فهم غير معتادي رؤيتها هنا فحاولت ان اشد من ازر نفسي بكلمات من شعر عنتره "لإن اكن اسودا فالمسك لوني وما لسواد جلدي من دواء ولكن تبعد الفحشاء عني كبعد الأرض عن جو السماء" فتحليت لبرهه بكبرياء هذه الطبقه سألت "جو" عن سبب هذه النظره فقال ان النادي هنا كل اعضائه قداما جدا وانه لا يقبل اعضاء جدد لذلك فالكل هنا يعرف بعضه فقلت له ومن اين لك بالعضويه قال بالتبعيه لجدتي وسنراها الان وسأعرفك عليها.
سرنا حتي وقف عند سيده في ربيع العمر او ما يطلق عليه الشيخوخه عند من هم خارج هذه الاسوار فسارع "جو"اليها وقبل يدها واطلق لقب غريب عليها ليست كما يقول الناس في القاهره"ستي" او في الصعيد"جدتي" او حتي في السودان"حبوبه" ولكنه اسم يقترب كثيرا من اللغه التركيه "أنه" بشد النون لم اسمع هذه اللغه الا في الافلام والمسلسلات التركيه التي غزتنا قريبا.
قدمني لها فسلمت عليها وتحدثنا قليلا وابدت اعجابها بي فانشرح صدري وشعرت بنفس شعور"الريس عبد الواحد" عندما كان "الباشا" يثني عليه
استئذنها "جو"في الرحيل وقال لي ان جدته دائمه الحضور كل يوم منذ الصغر إنها بطله الجمهوريه في "الكوركيت"فتسألت في ذهني ما هذا الذي قاله؟ اهذه رياضه؟ انا لما ارها من قبل في الالعات الاوليمبيه! فكتمت تسألي في نفسي حتي اعود واطلب مساعده محرك البحث"جوجل" في معرفه ما الذي قاله ودعوت الله ان اتذكرها حتي اعود ولا انساها
اخذ "جو" دور المرشد ليريني معالم هذا النادي ولكن للاسف لم اكن معه إطلاقا فالبنات هنا في غايه الجمال لا يسعك الا ان تشاهدهم دون التحدث لهم مع انها ليست محرجه إطلاقا فقط كلمتين ويبدء الحوار"هاي،ممكن نتعرف؟!" ولكن انتابني الخوف فطريقه كلامي ليست ارستقراطيه ولا استطيع ادخال لغات اثناء التحدث فأثرت السلامه وتخيلت إن قلت هذه الجمله لاحدي الشابات خارج هذه الاسوار"هاى،ممكن نتعرف!؟"فلن تستطيع حتي ان تكملها من سيل السباب بل قد تجد جدعان البلد يؤدوا واجبهم عشان خاطر عيون الحلوه
فقت من احلامي بسؤال"جو" ايه رأيك نجلس بالكافيتريا قلت وما المانع ولكن خشيت ان اكون محل انظار الناس هناك ويدعون بعضهم حتي يروا هذا الشخص الغريب غير الارستقراطي وجلسنا ولحظت ان كل من يعمل هنا من كبار السن حتي تخيلت انهم قد اسسوا النادي وليس بها شاب واحد حتي ان جميع الاعضاء يعرفونهم بالاسم فنادي "جو" ده عم علي وحبيبي كل لما باجي هنا هو من يحضر لي الاشياء فنادي عليه"جو" "عم علي" بطريقته الرنانه واستجاب للنداء واقترب منا ومازال "جو" ينادي "عم علي،عم علي" فقلت اكيد انه سمعك انه يقترب فقال انتا عارف حاجه اصل سمعه تقيل ومازال يقترب و"جو" مازال ينادي "عم علي عم علي عم علي"ومر من امامنا وما زال ينادي"عم علي عم علي"وبدء يغيب عن نظرنا ومازال ينادي"عم علي عم علي عم علي" حتي غاب "عم علي" وحتي يخفي "جو" الاحراج الواضح عليه قال لي اصله ممكن يكون عشان مش عارفك مجلناش فأثرت هذه الكلمات في نفسي حتي "عم علي" الجرسون يعاملني بأرستقراطيه الفقير.
فشعر"جو" بذلك وقال لي ايه رأيك طيب نذهب للمبني الاجتماعي ولكن اصريت علي الرحيل فكفا ماشاهدته فسألني "جو" اختار مكان الذي تحبه نذهب اليه فسارعت بالقول بالذهاب "مركز شباب مبارك" فرمقني بنظره إستحقاريه ارستقراطيه قائلا فعلا ده اخرك